السبت، 30 أبريل 2016

دخل الرجل الي أحد فروع الهايبر ماركت Tesco البريطانية الشهيرة - المنتشرة في ماليزيا- واشتري مشروبات وفواكه تعادل 7 دولار أمريكي (ليس بالمبلغ الكبير). وحاول الخروج بهم خلسة بدون الدفع. اقترب منه 'رضوان' مدير الفرع، حيث كان يتابعه مع الأمن علي شاشات كاميرات المراقبة. أُسقط في يدي الرجل، واعترف فوراً بأن نيته كانت السرقة وعدم الدفع. هدأ 'رضوان' من روعه وطلب منه معرفة السبب الذي دفعه لذلك.

قال الرجل انه ترك عمله منذ فترة، لرعاية زوجته وأولاده الثلاثة. كانت زوجته قد أنجبت حديثاً، وأصيبت بغيبوبة بعد الولادة. استبقي رضوان الرجل في الماركت، وذهب مع أحد أفراد الأمن الي منزل الرجل، ليتأكد من صدق الرواية. فلما تأكد من ذلك، عاد الي الماركت وأعطاه الأشياء التي اشتراها، ومنحه مبلغاً من المال، وعرض عليه وظيفة في الهايبر ماركت، وتكفلوا بنفقات التحاق الأطفال بالمدرسة.
القصة هزت ماليزيا في الأيام القليلة الماضية، حتي وصل صداها الي Tesco الرئيسي في بريطانيا. ونشرتها وكالات الأنباء العالمية. فانظر الي فعل 'رضوان'، ذاك المدير الشاب (الموجود بالصورة). فلو كان سلم الرجل للشرطة، لكان أمراً عادياً. فكثير من المحلات تحبط من يقومون بالسرقة، وتلزمهم بالدفع أو مقاضاتهم. أما 'رضوان' فقد سلك مسلكاً مختلفاً، بدافع الرحمة. وبذلك فتح طريقاً للتوبة لذلك الرجل، وبلغت شهرة 'رضوان' نفسه الآفاق.
فالرحمة قبل العدل. والرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل، وتبعث على صالح العمل. وثمار الرحمة أكثر وفرة من نتاج العدل. وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل "من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله".
الرحمة والتسامح قبل القانون
روح الاسلام روح الاخاء
ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب
( وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يودع أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة، فقال له: ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟! قال: أقطع يده. قال عمر رضي الله عنه: إذاً، فإن جاءني جائع أو عاطل، فسوف يقطع عمر يدك. إنّ الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله قد خلق الأيدي لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.